ماهر أبو طير يكتب :- ما يجري على الجسور بين الأردن وإسرائيل

أعلن الاحتلال عن فتح باب الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة، عبر الأردن، إلا أن الذي يجري عبر الجسور لا يسمح بأكثر من عشرين شاحنة يوميا، حتى الآن في ظل آليات معقدة وصعبة للغاية.
وفقا لمعلومات مؤكدة فإن هناك مشكلة كبيرة، لم تحلها تل أبيب منذ عملية عبدالمطلب القيسي الذي تم تسليم جثمانه مؤخرا، وفي ذلك التوقيت تذرعت إسرائيل بالعملية وأوقفت تدفق المساعدات، وهي مجرد ذريعة لأن الاحتلال يريد خنق قطاع غزة، بكل الوسائل.
قبل 3 أسابيع تقريبا تم الإعلان عن عودة المساعدات وفتح الجسور، إلا أن الواقع الميداني عبر الجسور مختلف، لأن الآليات أصبحت معقدة جدا، وتميل إلى العرقلة، هذا فوق أن عدد الشاحنات التي تتدفق من الأردن يوميا لا تتجاوز العشرين شاحنة وفقا لآلية back to back وهي متاحة فقط لمساعدات المنظمات الدولية، ولا تدخل مساعدات الشعب الأردني أو أي شعب آخر، ولا أي حكومة سواء الأردنية، أو حكومات العالم، بما يدفع الأردن لتعزيز اتصالاته من أجل أن تكون المساعدات وفقا لمبدأ door to door،أو government to government ، وهذه الآليات ستؤدي إلى رفع عدد الشاحنات إلى 100 أو 120 شاحنة يوميا، تتضمن الإمدادات الشتوية والغذاء والأجهزة الطبية وغير ذلك، والكل يعرف أن قطاع غزة بحاجة إلى 600 شاحنة مساعدات يوميا في الحد الأدنى.
هذا يعني أن هناك عرقلة متعمدة لتدفق المساعدات، والأمور لا تجري على ما يرام، فيما يتفرج المجتمع الدولي ولا يضغط على إسرائيل لنسأل هنا عن الأوروبيين والأميركيين والبريطانيين والدول العربية والإسلامية المؤثرة ولماذا تتفرج على مجاعة أهل غزة، وعملية القتل البطيء، وإنهاء الحياة، فيما يبدو السؤال حول اتفاق شرم الشيخ الذي تضمن التعهد بفتح بوابات المساعدات نحو القطاع، في حال تسليم الأسرى سؤالا منطقيا، فأين الوسطاء والذي ضمنوا الاتفاق؟!.
تغرق خيام أهل غزة، ولا يجدون قوت يومهم، ولا أدويتهم، وتشكو المنظمات الدولية والشعوب والحكومة من تخزين المساعدات في المخازن، وبعضها قد تنتهي صلاحيتها، بما يعني أننا أمام عملية انتقام يومية لا يتم وقفها، وهي عملية انتقام تجري على مسمع ومرأى العالم ووسائل الإعلام، وكل الشهود الذين يتفرجون على مأساة أهل غزة في الشتاء تحديدا، ولا يملكون لأجلهم أي فعل أو اقتدار مقارنة بحالات ثانية لشعوب تعرضت لازمات ولم يتركها الإنسانيون ولا المنافقون.
هذا ملف يجب ألا يتم تركه بكل الوسائل، ويكفينا الأخبار اليومية عن استشهاد الأطفال والمرضى وكبار السن، بسبب الأمطار والبرد، فهذه مذلة لا يحتملها من به شرف وكرامة، بما يدفعنا لنطالب كل الأطراف العربية والدولية للضغط لفتح المعابر، فيما الأردن على مدى سنين الحرب لم يتراجع وواصل دوره في ظل تعقيدات لا يمكن البوح بها، لاعتبارات كثيرة، ليبقى السؤال عن وضع الجسور بين الأردن وإسرائيل وتدفق المساعدات سؤالا لا يغيب أبدا، والى متى سيبقى هذا الواقع القائم حاليا بما يعنيه من كلف على الغزيين وعائلاتهم

















