+
أأ
-

حمادة فراعنة : ترامب أمام التحدي

{title}
بلكي الإخباري

بدون ردع حلفائه لدى المستعمرة، لن يحصل الرئيس الأميركي ترامب على وصف «رجل السلام»، ولن يحصل على ما يتطلع إليه من مواقع وجوائز، من «نوبل للسلام» إلى أي تقدير آخر مماثل.

لقد تمكن الرئيس ترامب من فرض قرار وقف إطلاق النار على نتنياهو، في الجولة الثانية من قرار وقف إطلاق النار، قبل أن يتولى سلطاته الدستورية في واشنطن يوم 20 كانون ثاني يناير 2025، بعد الجولة الأولى في شهر تشرين ثاني نوفمبر 2024، وقبل الجولة الثالثة التي بدأت رسمياً منذ 10 تشرين أول أكتوبر 2025، بمبادرة من الرئيس ترامب نفسه.

إذن يمكن للرئيس الأميركي فرض ما يراه مناسباً على ادارة المستعمرة الإسرائيلية، فهم مجرد أذناب وادوات، يتبعون المصالح الأميركية، ويستجيبون لسياساتها، وينفذون تعليماتها، مهما بلغ لديهم هامشاً للمناورة، ولكن حينما تقرر واشنطن، لا تستطيع قيادة المستعمرة «التملص»، ولا خيار لها سوى الأذعان، وهو ما حصل في كل تفاصيل خطة قرار وقف إطلاق النار الجارية، التي يسعى نتنياهو لعرقلتها، لأنه لا مصلحة له في وقف إطلاق النار، بسبب الاخفاق الذي وقع فيه في اجتياح قطاع غزة، وهو اخفاق مزدوج:

أولاً: أخفق في كشف مبادرة حركة حماس، هجوم وعملية 7 أكتوبر 2023، وقادة الجيش والأمن، دفعوا الثمن بالاستقالة أو الإقالة، كل منهم حسب اختصاصه ومسؤوليته، بعد تشكيل لجان تحقيق من قبل مؤسساتهم، باستثناء الحكومة ورئيسها الذين يتهربون من تشكيل لجنة تحقيق محايدة، لأنها ستحمل نتنياهو نتائج الاخفاق المسبق.

ثانياً: الفشل في معالجة نتائج عملية 7 أكتوبر 2023 وتداعياتها، حيث أخفق في إنهاء المقاومة الفلسطينية وتصفيتها، و اضطر بدلا من ذلك، للرضوخ للتوقيع معها على قرار وقف إطلاق النار يوم 9 تشرين أول أكتوبر 2025، وأخفق في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بدون عملية تبادل، و دفع الثمن بإطلاق سراح 1950 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

تصريحات وزير الحرب والعدوان إسرائيل كاتس عن الاستيطان التوسعي الاستعماري في قطاع غزة والضفة الفلسطينية، وبقاء قوات المستعمرة في سوريا ولبنان يعكس الوجه والمضمون الحقيقي لسياسة المستعمرة وخططها التوسعية، وفرض تطلعات نتنياهو نحو «الشرق الأوسط الجديد» عبر الهيمنة والتسلط والنفوذ والتوسع الإسرائيلي، و فرض الخنوع والاذعان العربي لدى بلدان الشرق العربي لسياسات المستعمرةو رغباتها التوسعية.

ترامب قدم للمستعمرة كافة احتياجاتها طوال سنتي حرب الإبادة الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبعد الفشل والاخفاق الإسرائيلي، قدم ترامب خطته لوقف إطلاق النار، وهي خطة داعمة سياسياً للمستعمرة، وغطاء لانقاذ نتنياهو من سلسلة الاخفاقات والفشل الذي وقع فيها بسبب عملية 7 أكتوبر وتداعياتها.

ما يفعله نتنياهو وما يسعى إليه يتجاوز حدود ما يراه ترامب وإدارته، ولهذا تصطدم طموحات نتنياهو التوسعية، وتتعارض مع المعطيات القائمة في منطقة الشرق العربي سواء في فلسطين: ضم الضفة، واحتلال قطاع غزة، أو في لبنان وسوريا، والتمدد على حساب أراضيهما، مع بقاء الاحتلال للجولان، وهو أمر لا يستطيع نظام دمشق الجديد بقيادة الشرع قبوله والرضوخ له: استمرار احتلال الجولان، والتوسع في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة والسويداء.

ترامب أمام تحد في اللقاء مع نتنياهو، فهل يتمكن من ردعه، أو يتجاوب مع تطلعاته الاستعمارية التوسعية على حساب العرب، كل العرب، وليس فقط مع عرب الشرق العربي.