*م.مجدي القبالين*شرط جديد وغير مسبوق لتأشيرة الدخول الأمريكية يشمل كشف حسابات السوشيال ميديا لخمس سنوات ..... لماذا ؟؟*

اليوم لما السفارة الأمريكية تطلب منك تكتب حساباتك على فيسبوك، إنستغرام، X، تيك توك… إلخ، هي ما بتدور بس على "نظرة فضولية" على صورك ومنشوراتك، هي فعليًا بتربط بين هويتك الرسمية في نموذج الفيزا وهويتك الرقمية اللي مبنية على سنوات من السلوك اليومي على السوشال ميديا، وبتحطها داخل منظومات تحليل نفسي واجتماعي مبنية على Artificial Intelligence (AI) وMachine Learning (ML).
كيف بصير هذا الحكي عمليًا؟
أول طبقة هي Data Collection & Integration، الأنظمة بتسحب (قد ما يسمح القانون والـ Terms of Service) كل شيء متاح علنًا .... منشورات، تعليقات، ريتويت، قائمة المتابعين، الـ Bio، الصور، وحتى الـ Metadata مثل توقيت النشر، نمط النشاط اليومي، اللغة، نوع الجهاز… إلخ. بعد هيك تيجي مرحلة Feature Extraction، اللي فيها بيتحوّل هذا السلوك إلى مؤشرات رقمية قابلة للتحليل.
على مستوى النصوص، بيستخدموا Natural Language Processing (NLP) ونماذج حديثة مثل Transformers وText Embeddings لتحليل ما يلي :
1- المواضيع اللي بتحكي فيها بشكل متكرر (Topic Modeling) – سياسة، دين، هجرة، عنف، تطرّف، شغل، سفر .
2- النبرة العاطفية (Sentiment Analysis) – هل أسلوبك يميل للغضب، السخرية، العداء، التشاؤم، ولا متزن وهادئ؟
3- طريقة تعبيرك عن الآخر – أقليات، حكومات، جاليات، مهاجرين، ديانات مختلفة.
4- الكيانات اللي تذكرها باستمرار (Named Entity Recognition) – أسماء شخصيات، حركات سياسية، منظمات، دول، مدن.
على مستوى البُعد النفسي، كثير من الأنظمة تبني Psychometric Profile أو Psychographic Segmentation للشخص، أحيانًا باستخدام أطر مثل OCEAN Model (الانفتاح، الالتزام، الانبساط، التوافق، العصابية). كيف؟
من خلال أنماط اللغة، نوع النكات، درجة التطرف في الرأي، تعامل الشخص مع الخلاف، تقبّل الآخر، طريقة حكيه عن نفسه وعن المستقبل. هذه المؤشرات تساعد في استنتاج ما يلي :
1- مدى اندماج الشخص اجتماعيًا أو انعزاله.
2- درجة ميله للمجازفة أو المغامرة.
3- مستوى الاستقرار الانفعالي (Emotional Stability).
4- ميله للغضب المفاجئ أو ردود الفعل الحادة.
اجتماعيًا، يتم استخدام Graph Analytics وSocial Network Analysis لتحليل الشبكة اللي محيطة فيك كما يلي :
1- مين أقرب الناس إليك من حيث التفاعل الفعلي، مش بس “Friend List”.
2- في أي "مجتمعات رقمية" تتحرك – مجموعات سياسية، دينية، مهاجرين، مجتمعات متطرفة، مجتمعات مهنية…
3- درجة تأثيرك – هل أنت مجرد متابع، ولا عندك Influence Score أعلى من المتوسط (آراؤك تؤثّر في الآخرين)؟
النتيجة النهائية هي Digital Persona أو "نسخة رقمية" عنك مش بس إنسان عنده اسم وجواز سفر، بل شخص عنده نمط تفكير معيّن، قناعات، مخاوف، غضب، تعاطف، دوائر اجتماعية، ومحتوى يستهلكه وينشره. هذه الصورة يتم تغذيتها في نماذج Risk Scoring وBehavioral Analytics، واللي هدفها – من منظورهم – الإجابة على أسئلة معينة مثل :
1- هل في مؤشرات على ميول عنيفة، متطرفة، معادية لمجتمع معين؟
2- هل في نمط كلام يوحي برغبة في كسر قوانين الهجرة أو البقاء غير قانوني؟
3- هل في ارتباطات رقمية مع حسابات أو مجتمعات مصنّفة عندهم عالية الخطورة؟
4- هل في تناقض بين الصورة اللي قدّمتها في نموذج الفيزا والصورة اللي طالعة من بصمتك الرقمية؟
لما السفارة تطلب حساباتك، هي بتفتح "Anchor" يربط بين إسمك الرسمي وبين كل هذا الكون من البيانات اللي عنك، بحيث ما يضلوا بحاجة للبحث العشوائي بالاسم، بل يصبح عندهم نقطة دخول واضحة لنماذج التحليل الآلي. القرار النهائي لرفض أو قبول الفيزا قد يظل "بشري" على الورق، لكن هذا القرار يكون متأثر بشكل كبير بـ Algorithmic Recommendations طالعة من هذه الأنظمة.
لذلك موضوع حمع البيانات من حسابات وسائل التواصل يجب ان يؤخذ بشكل جدي وتنتبه لكل حرف تكتبه عندك !!















