مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي ينظم حفل إشهار كتاب "أول مئة معلم من الطفيلة

)- نظّم مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي اليوم في قاعة مؤسسة إعمار الطفيلة حفل إشهار لكتاب جديد بعنوان "أول مئة معلم من الطفيلة – الرعيل التربوي الأول (1913–1963)"، وذلك بمشاركة نخبة من المختصين في الشأن الأدبي والعلمي والتاريخي.
ويسلط الكتاب الضوء على مائة معلم من محافظة الطفيلة ودورهم المحوري في تأسيس وبناء التعليم في الأردن خلال النصف الأول من القرن العشرين، مقدّمًا سردية تاريخية موثّقة بالصور والوثائق الشخصية والمهنية لهؤلاء الرواد، تكريمًا لإسهاماتهم التربوية والإنسانية.
ويأتي إصدار هذا العمل، ضمن جهود مركز التوثيق الملكي الرامية إلى حفظ الذاكرة الوطنية الأردنية، وتوثيق سير الشخصيات التي أسهمت في تشكيل ملامح النهضة التعليمية في المملكة.
وأصدر مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي كتابًا جديدًا بعنوان "أول مئة معلم من الطفيلة الرعيل التربوي الأول (1913–1963)"، لمؤلفه الدكتور إسحق أحمد سالم عيال سلمان، الذي يسلط عبره الضوء على مرحلة محورية في تاريخ التعليم الأردني.
ويقدم الكتاب سردية تاريخية تفصيلية لمسيرة التعليم في محافظة الطفيلة خلال النصف الأول من القرن العشرين عبر توثيق سير مائة من المعلمين الذين شكلوا النواة الأولى للعملية التعليمية في المحافظة.
ويتميز الكتاب بتضمينه ملحقات توثيقية مهمة تشمل صورًا ووثائق رسمية ومراسلات إدارية، إضافة إلى لمحات شخصية وإنسانية تبرز الجوانب الحياتية والفكرية لهؤلاء المعلمين الذين أسهموا في بناء البنية التربوية والتعليمية في الطفيلة.
وقال مدير عام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، الدكتور مهند مبيضين خلال الحفل بحضور المتصرف الدكتور مراد الخلفات وجمع من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي و التربوي، إن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوجيهات سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بشأن كتابة السردية الأردنية، والتي تأتي ضمن جهود الدولة لتوثيق الرواية الوطنية وصياغة تاريخ الدولة بشكل علمي، مشيرًا إلى أن سموه كان قد أكد قبل نحو شهر أهمية توثيق السردية الأردنية، مستشهداً بما قدّمه أبناء الطفيلة من تضحياتٍ في سبيل الحرية والنهضة العربية.
وأضاف الدكتور المبيضين "أننا نعيد اليوم قصة العلم والتعليم، ونبعث سطورًا من الذاكرة إلى الحاضر ونعود للأصول ونستحضر تاريخ العطاء التربوي الذي أسهم به خيرة أبناء الأردن، حيث عقدوا العزم مع قيادتهم الهاشمية على أن يزرعوا في هذه الأرض من الحب والحروف والكلمات التي شكلت أبجدية السرد والراوية لهذا الوطن الكبير".
وتابع وفي الطفيلة ولدت واحدة من اللوحات الأصيلة التي تكاملت مع غيرها، فأنجزت للوطن صورته البهية.
وأضاف، أن المركز استطاع أن يجعل من أرشيفه فرصة ثمينة للباحثين والمهتمين في التاريخ الأردني والعربي، نظرًا لتنوعه وتعدد بواباته الوثائقية؛ لذلك هو أرشيف للقيادة والتاريخ الهاشمي، وأرشيف للدولة ومؤسساتها، وأرشيف لذاكرة الناس، كما اجتهدنا في جمع المجموعات الخاصة من الصور.
ويأتي هذا الإصدار في إطار جهود المركز الرامية إلى حفظ الذاكرة الوطنية وتوثيق مسيرة التعليم في مختلف مناطق المملكة بوصفها جزءا أساسيا من التاريخ الاجتماعي والثقافي الأردني.
وقدم الأديب والمؤرخ الدكتور أحمد عطية السعودي قراءة معمقة للكتاب ومؤلفه، متناولًا جوهر ما تضمنه من محطات في تاريخ المسيرة التعليمية التي قادها نخبة من الرعيل التربوي الأول، مشيرًا إلى أن الكتاب يُعد توثيقًا مميزًا لحقبة تاريخية للتعليم في الطفيلة، كما أنه يمثل الهوية الوطنية التي تركز على مسيرة التعليم في محافظة الطفيلة من خلال سير مئة معلم شكلوا النواة الأولى للعملية التعليمية فيها.
وخلال تحليله لفصول الكتاب، بين الدكتور السعودي أن الكتاب تضمن سيرة كوكبة من المعلمين في إحدى حقب التاريخ المعاصر في الأردن بما حمله من مضامين لرسالة التعليم الممتدة عبر الأعصار والجهود الدؤوبة لهذا الرعيل في بناء الوعي، وإنارة العقول والوفاء المتجدد للأحياء والراحلين من المعلمين.
كما قدمت أستاذة اللغة العربية في جامعة الطفيلة التقنية الدكتورة أسماء الزريقات تحليلاً لجوانب من سيرة المعلمين الأوائل التي تضمنها بما فيه من ملحقات توثيقية كصور ووثائق ومراسلات إدارية، بالإضافة إلى لمحات شخصية عن المعلمين، مشيرة إلى أهمية الكتاب في حفظ الذاكرة الوطنية وتوثيق جزء أساسي من التاريخ الاجتماعي والثقافي للأردن.
بدوره، قال مدير مديرية ثقافة الطفيلة الدكتور سالم الفقير إنه "ليس بغريب على مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، أن تكون الالتفاتة إلى الطفيلة، لكنها كانت أكثر استملاحًا عندما وقفت على التعليم، كواحدة من انطلاقات الوطن، ولا سيما أننا نستحضر خلال تلك الفترة مدرسة بصيرا، ومدرسة الطفيلة، ونقف بين الطفيلة والكرك طالبين للعلم، في زمن كانت فيه الحياة تقف عند فتات الخبز كوسيلة للبقاء".
وأضاف: "اليوم نحتفي بالمعلم، الإنسان، في بلد الجبال، وهو يترك للتاريخ مجدًا لا ينضب، وعطاء متجددًا، وتاريخًا يترك لنا شيئًا إنسانيًا جميلاً، فلا تزال ذاكرة الطفيلة تخلو بأبنائها لتسرد لهم كيف أن الأستاذ مسلم الزغاليل، كان يأتي بالصابون لطلبته، ويجمعهم على عيون الماء ومجاري السيول؛ ليغتسلوا بها، وكيف أنَّ الأستاذ خليل الطرشان عليه شآبيب الرحمة، بنى غرفًا صفية من الحجر والطين بعد نقله من الطفيلة إلى وادي موسى".
وألقى المؤرخ الدكتور إسحق عيال سلمان كلمة استعرض فيها جهوده في توثيق سيرة الرعيل التربوي الأول، الذين حملوا رسالة التعليم في الطفيلة وأسهموا في رفع مكانة العلم، وذلك من خلال توثيق مسيرتهم العلمية والاجتماعية ودورهم الفاعل في النهضة التعليمية.
وخلال الاحتفال، جرى تكريم المدارس القديمة في الطفيلة كمدرسة الطفيلة الثانوية للبنين التي تعتبر أم المدارس في الطفيلة وتأسست عام 1894 ومدرسة بصيرا التي تأسست عام 1911 كما تم تكريم المستشفى السعودي لدوره في دعم الأنشطة الثقافية وحفل الاشهار إلى جانب تكريم مؤسسة إعمار الطفيلة















