د. احمد صلاح محادين : ظاهرة غياب طلبة المدارس مقلقة

السادة اولياء الأمور المحترمين ..
ابنائي الطلبة المُقدّرين ..
بادئ ذي بدء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سأتوجه إليكم اليوم بحديث من القلب إلى القلب حديث مَن تأخذه الشفقة والحرص على مستقبل ابنائنا الطلبة والذي يهدده موضوع طرأ حديثاً وظاهرة اصبحت مزعجة جداً لها آثارها السلبية ألا وهي ظاهرة الغياب عن الدوام الرسمي فحينما تجاوزنا بحمد الله ويمنه آثار ازمة كورونا المرضية لم نستطع أن نتجاوز بعض العادات التي علقت بنا منها وهي التزام البيوت وعدم الذهاب إلى العمل والدراسة فنلاحظ أن نسبة الغياب وخاصة غياب الطلبة عن المدارس تستمر في الزيادة وهذا فاقد تعليمي اقتصادي سيكون له آثار مدمرة على مستقبل الطلبة حيث أن نسبة الغياب تبلغ ٢٠% من الدوام الكلي أي ما يقارب ٤٢ يوم وهذا بذاته غياب كبير سيجعل الطالب يفقد الكثير من الدروس والمعلومات والاختبارات فكيف عندما يزيد عن ذلك بكثير ويتعرض للرسوب بسب الغياب وعودته إلى الصف نفسه في العام الذي يليه ..علينا جميعاً أن نقرع الجرس انطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه ابنائنا الطلبة وتكون نقطة البداية بإطلاع ولي الأمر والطالب على أسس النجاح والاكمال والرسوب وأخذ تواقيعهم على نسخة ورقية وبعده تتحول المسؤولية على ولي الأمر الذي بدوره يُلزم الطالب بالذهاب لدوامه ومن ثم متابعته بشكل يومي وأخص من عُلم عنه مخالفات سابقة بالنسبة للغياب ولتكتمل سلسلة المتابعة ننتقل لدور معلم المادة برصد الغياب بشكل مباشر في كل حصة وتزويد الإدارة المدرسية بذلك والتي تعتبر حلقة الوصل لتكتمل الدائرة بإبلاغ ولي الأمر في حالات الغياب أولاً بأول ومن خلال نماذج واشعارات رسمية موقعة من جميع الأطراف الطالب نفسه ومعلم المادة ومدير المدرسة وولي الأمر والاحتفاظ بنسخة ورقية للمتابعة وهنالك فئة من طلبتنا الأحبة وهم طلبة الثانوية العامة والذين يتحججون عادة بأن الغياب عن المدرسة من أجل الدراسة الذاتية أو الخصوصي هنا نؤكد على أن ما يعطيه المعلم في الغرفة الصفية لايقل عن ما يتعلمه الطالب في درس الخصوصي وكلنا ثقة بأداء الزملاء ودليل ذلك أن أفضل معلمي الخصوصي هم معلمون في المدارس بتفاوت بسيط في وجود معلم قوي في مدرسة ولايتوفر في اخرى وهذا يمكن تجاوزه بإشراك ذلك المعلم المتميز مع اكثر من مدرسة ليتخصص بتدريس المرحلة الثانوية وقد مر علي حالات أن هناك من الزملاء المعلمين الذين فعلوا ذلك تقديراً وتعاوناً مع ابنائنا الطلبة جزاهم الله خير الجزاء..
في نهاية القول تحرص وزارة التربية والتعليم بكل ما أوتيت من جهد وتولي موضوع الغياب أهمية قصوى حرصاً على مستقبل الطلبة ولأن الغياب يتسبب بفاقد تعليمي وهو ضياع المعلومات والدروس على ابنائنا الطلبة وكذلك بفاقد اقتصادي على ولي الأمر وكذلك على الدولة بإعادة الطالب الصف اكثر من مرة فمن الضروري أن يكون هنالك توافق واتفاق على أن الظاهرة يجب أن تُعالج وبسرعة بشراكة حقيقية ووعي بين جميع الاطراف لأن نتائجها ستكون مدمرة للأجيال القادمة .



















