أسباب إغلاق مصنع الأسمدة في محافظة الكرك

امجد الحباشنة
مصنع الأسمدة كان من المصانع الناجحة في محافظة الكرك وكانت القدرة الاستيعابية لهذا المصنع من العمال أكثر من ٤٠٠ عامل مع الشركات الفرعية داخله وكان يعيل المئات من العائلات في محافظة الكرك
ما الذي حصل!
أثناء مرحلة ما يسمى بالربيع العربي وخروج من هب ودب للشوارع بلا وعي بدأ أبناء الكرك بعمل اعتصامات واغلاقات أمام المصنع من أجل العمل فيه رغم انه لا يستوعب أكثر من العمالة الموجودة داخله وهي جميعها عمالة أردنية جلها من ابناء المنطقة
انطلقت المظاهرات والاغلاقات أمام المصنع تحت عنوان ( هذه عظام جدودنا ورفات أجدادنا) في إشارة منهم. إن السماد المستخرج من الأرض هو من المواد العضوية لاجساد جدود أبناء الكرك وتم إغلاق المصنع لعدة مرات رافقها خسائر كبيرة.
استجابت الحكومة حينها لضغوطات الشارع وقامت على مراحل بفرض تعيين أكثر من ٣٥٠ عامل لا حاجة للمصنع بهم لتستوعب غضب الناس في تلك المرحلة
أصبح عدد العمال ضخم جدا وبدأ المصنع بعد أن كان يحقق أرباح انحدرت قدرته الاقتصادية لتتراكم عليه الديون وتزداد بشكل تصاعدي حتى أعلن افلاسه وتم إغلاقه في العام الماضي وأصبح يشكل عبء كبير على شركتي الفوسفات والبوتاس كونهما كانا من الداعمين له.
هذا دليل قاطع أن ازمتنا الجوهرية هي أزمة وعي وثقافة فبدل ان نحافظ على استقرار الاستثمارات لنخلق مناخ مناسب لاستثمار آخر نقوم بلا وعي بتدمير ما هو متاح ومستقر !
لكي نكون منصفين…. احيانا نحن من نقوم بتدمير أنفسنا ذاتيا نتيجة ضحالة الوعي الوطني



















