+
أأ
-

خبير اوبئة يجيب … بعد تزايد الإصابات بـ”كورونا”.. هل تخشى عائلات إرسال الأبناء للنوادي الصيفية؟

{title}
بلكي الإخباري

ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا وارتفاع أعداد الإصابات بشكل ملحوظ ودخول موجة أخرى على العالم أجمع، وإن كانت أقل شدة عن السابق؛ يعود القلق والخوف من جديد ليدق أبواب الأردنيين الذين يخشون الإصابة من جديد.





ومع فتح القطاعات الذي رافقته عودة الحياة إلى طبيعتها بالتزامن مع فصل الصيف الذي تكثر به المناسبات الاجتماعية والتجمعات، يخشى الكثير من أولياء الأمور من تسجيل أبنائهم في النوادي الصيفية بعد عطلة العيد بسبب ظهور إصابات كورونا من جديد.





بعد عامين من الانقطاع عن النوادي الصيفية والتجمعات العائلية، سارع الكثير من أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم في النوادي الصيفية لتعويضهم عما فاتهم خلال السنوات الماضية.





غير أن العودة من جديد لإصابات كورونا، دفعت الكثير من أولياء الأمور لإعادة حساباتهم في قرار تسجيل أبنائهم في النوادي، خصوصا وأن معظم الناس لم يعد يرتدي الكمامة أو حتى يلتزم بالمعقمات.





ظهور إصابات كورونا من جديد يثير مخاوف الناس الذين يخشون العودة إلى المربع الأول، بحسب خالد الحديدي، الذي عاد لارتداء الكمامة خوفا على أطفاله، فضلا عن تطبيق إجراءات السلامة في بيته لمنع وصول فيروس كورونا إلى منزله.





ويقول الحديدي “أصبحت مترددا في تسجيل أطفالي في النادي خوفا عليهم”، خصوصا في ظل عدم اعتقاد الكثيرين أن أزمة كورونا انتهت تماما وليس هنالك حاجة لاتخاذ أي إجراءات.





ويوافقه الرأي العديد من أولياء الأمور الذين شاركوا تساؤلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى مأمونية تسجيل أبنائهم في النوادي الصيفية في ظل وجود المتحورات الجديدة.





ليلى الشطي معلمة في أحد النوادي الصيفية، تؤكد التزام معظم النوادي الصيفية بالإجراءات الاحترازية والسلامة العامة، والحرص على صحة وسلامة الأطفال والمحافظة على مسافة الأمان والتباعد الاجتماعي بين الأطفال.





وتلفت الشطي إلى أنهم في النادي الصيفي يطبقون الإجراءات الاحترازية، مع الحرص على توفير المعقمات والكمامات لجميع الأطفال والمعلمين، فضلا عن أن أعداد الأطفال قليلة ولا يوجد اكتظاظ. كما يتم قياس درجة حرارة الأطفال قبل دخولهم إلى النادي الصيفي ومن يكون لديه أي أعراض رشح وحرارة يتم إرجاعه إلى المنزل.





ومن جهته، يشير خبير الأوبئة واختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية الدكتور محمد حسن الطراونة، إلى أن ما يحدث في الأردن هو نتيجة ما يحدث في العالم؛ حيث هناك ارتفاع هائل في أعداد الإصابات في أميركا وأوروبا وإيطاليا، كما شهدت المنطقة العربية ودول الخليج العربي ومصر ارتفاعا في أعداد الإصابات أيضا.





وينوه الطراونة إلى أنه، وبحسب التقارير العالمية، هناك انتشار للمتحورات الفرعية من المتحور أوميكرون، وهذه المتحورات هي السبب الرئيسي في الارتفاع المفاجئ في أعداد الإصابات على مستوى العالم.





ما يحدث اليوم على الصعيد الوبائي، بحسب الطراونة، هو أمر متوقع بعد العودة إلى الحياة الطبيعية وفتح المطارات والمعابر الحدودية وعودة التجمعات والمناسبات الاجتماعية، خصوصا في فصل الصيف.





ويقول الطراونة “كان من المتوقع في حال رفعت القيود وزادت حركة السفر أن تعود الإصابات للارتفاع، لكن حتى هذه اللحظة، فإن هذه الموجة الجديدة تختلف عن الموجات السابقة بأن عدد الإصابات مرتفع ولكن عدد الإدخالات للمستشفيات قليل مقارنة بالإصابات”.





وفي هذا الصدد، يؤكد الطراونة أهمية توخي الحيطة والحذر في حماية الفئات ذات الاختطار العالي مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل.





ويشدد الطراونة، من جديد، على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي والابتعاد عن التقبيل، خصوصا في المناسبات، حتى لا ترتفع أعداد الإصابات أكثر من ذلك.





ويلفت الطراونة إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع إصابات كورونا، وذلك من خلال الابتعاد عن أماكن التجمعات والالتزام بالكمامة، وعند الشعور بأي أعراض لكورونا التي أصبح الجميع يعرفها اليوم، يجب التوجه لأقرب مركز صحي والقيام بفحص “بي سي آر”.





وحول مأمونية ذهاب الأطفال إلى النوادي الصيفية، يشدد الطراونة على ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة العامة من قبل الصغار وذويهم والقائمين على النوادي الصيفية وعدم إرسال الأبناء في حال ظهور أي أعراض.





ويشدد، من جديد، على ضرورة رفع وعي الأطفال بعدم الاقتراب الشديد من الآخرين والالتزام بالكمامة قدر الإمكان، مبينا أن الأطفال أقل عرضة للتأثيرات طويلة الأمد لفيروس كورونا، إذ يقل الخطر كلما كان المصاب أصغر سناً، لأنهم يتمتعون بكميات كبيرة من “مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2″، وهو الجزء الذي يستخدمه الفيروس لغزو الخلايا في الأنف والجهاز التنفسي.





ومع ذلك، فإن ظهور متحور أوميكرون شديد العدوى، والسلالة الجديدة منه “بي إيه 2″، أدى الآن إلى إصابة نسبة أعلى بكثير من الأطفال بالفيروس.





منظمة الصحة العالمية، بدورها، دعت دول العالم للعودة إلى فرض الكمامات بسبب تزايد حالات كورونا. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، “إنه يجب على جميع دول العالم تنفيذ تدابير مجربة مثل ارتداء الكمامات والتهوية المحسنة وبروتوكولات الاختبار والعلاج”.





وأعرب غيبريسوس عن قلقه من “استمرار ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، ما يفرض ضغوطا إضافية على الأنظمة الصحية المثقلة بالأعباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية”.





وفي وقت سابق، لم تستبعد منظمة الصحة العالمية زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال فصل الصيف.





وكان عضو اللجنة الوطنية للأوبئة في الأردن بسام حجاوي، قد أعلن، مؤخرا، أن الأردن قد دخل في موجة جديدة من جائحة كورونا حسب المعطيات النظرية والوبائية من نوع BA5 المتفرع من متحور أوميكرون الأصلي.





وأضاف حجاوي أن الأردن سجل إصابات بالمتحور الجديد BA5 بعد انحسار الموجة الرابعة ودخولها بحالة من الاستقرار من حيث عدد الإصابات والوفيات، حيث بدأت الموجة الجديدة نهاية حزيران (يونيو) 2022.





ولفت إلى أن “الأرقام التي يجري تسجيلها تشير إلى دخول الأردن في موجة جديدة”؛ حيث إن BA5 سبب الموجة الجديدة في العالم وهو أكثر انتشارا وأقل شدة.





وتابع “دول العالم تعاني من ارتفاع الإصابات بشكل واضح، لكن الإدخالات (للمستشفيات) والوفيات بشكل عام قلت كثيرا عما هو متوقع على المستوى العالمي”.





وأشار إلى أن “الأردن جزء من العالم، وشهد الأسبوعان الماضيان ارتفاعا في عدد الإصابات، حيث إن الأرقام الإيجابية بدأت تزيد على 5 %، وهذه بالنسبة لنا مؤشر على دخول موجات جديدة المصدر ( صحيفة الغد )