+
أأ
-

المطران عطا الله حنا : " عامان على الجائحة ولا يبدو ان العالم تغير نحو الافضل 

{title}
بلكي الإخباري





"قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه قد مر عامان على جائحة الكورونا وفي هذه الحقبة الزمنية توحدت البشرية كلها في مواجهة هذا الوباء وهذا الفيروس الصغير الذي شل العالم بأسره .
بتنا اليوم نشهد تراجعا في الحالة الوبائية وباتت الحياة تعود الى طبيعتها تدريجيا ولكن السؤال الذي نطرحه ماذا تعلم الانسان خلال الحقبة المنصرمة وماذا تعلمت البشرية من هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة .
ابتدأت الحرب في اوكرانيا ونتمنى ان تنتهي قريبا وان تحل كل الاشكاليات والتعقيدات والخلافات السياسية من خلال التفاوض والحوار .
يؤسفنا ويحزننا ان نقول بأن البشرية في حقبة ما بعد الكورونا ليست افضل مما كانت سابقا فهنالك ازمة متفاقمة في العلاقات الاجتماعية وقد اعتاد الناس على التواصل عبر وسائل التواصل المتعددة وكأنها بديلا عن التواصل الوجاهي واللقاء الاجتماعي.
كنا نتمنى وما زلنا نتمنى بأن يتغير العالم في حقبة ما بعد الكورونا الى ما هو افضل ولكننا لا نرى مثل هذه البوادر وهذه الاشارات لا بل يبدو اننا منتقلون الى ما هو اسوأ وبعد السيء يأتي الاسوأ وان كنت لست بصدد اعطاء صورة قاتمة للحال الذي نحن فيه ولكن يجب ان ندرك اننا في وضع يحتاج الى كثير من التغيير نحو ما هو افضل وما هو احسن .
كنا في احتفالية لعرض كتب جديدة صدرت مؤخرا وقد اجمع المتحدثون على ان الكتاب في عصرنا يعاني من ازمة حقيقية فباتت الناس لا تقرأ وبات الكتاب مهمشا وعاشقوا القراءة والكتب اعدادهم تتراجع يوما بعد يوم والغالبية الساحقة في مجتمعنا وخاصة شريحة الشباب منهمكة بوسائل التواصل الاجتماعي على حساب التواصل الحقيقي الذي يجب ان يكون بين افراد العائلة الواحدة والمجتمع الواحد .
لا يمكننا ان نتنبـأ وان نعرف ماهية الازمات الاجتماعية التي سنعاني منها مستقبلا ولكن من الواضح اننا مقبلون على مرحلة اسوأ من سابقتها ومرحلة فيها الكثير من التحديات والصعوبات ، وهنا يكمن دور الاسرة وخاصة الاب والام في تربية ابناءهم وكذلك المدارس والمؤسسات التعليمية بمستوياتها المختلفة .
لا نملك عصا سحرية لكي نكون قادرين على تبديل الحالة التي نحن فيها واعتقد بأن ما نحتاجه ليست العصا السحرية بل الاشخاص والمؤسسات والهيئات التي تبادر الى اطلاق خطوات عملية لمعالجة ما نحن فيه .
وعلى سبيل المثال لا الحصر اعتقد انه يجب منع ادخال الهواتف الخلوية الى المدارس لكي يركز الطلاب في دراساتهم والا يكون هنالك اي عائق امام تواصلهم الحقيقي مع اساتذتهم وزملاءهم الطلاب .
يجب ان نربي ابناءنا كيف يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي فبات ابناءنا يجلسون ساعات وساعات امام اجهزتهم الخلوية ولا يجدون وقتا لقراءة صحيفة او فتح كتاب او حتى للجلوس مع افراد اسرتهم كما يليق .
وفي بعض العائلات ايضا هنالك ظاهرة ان العائلة لا تجلس مع بعضها البعض على مائدة الطعام واصبح كل واحد يتناول طعامه في الوقت الذي يريده ويناسبه .
ونحن اذ لا نعمم فإننا نقول بأن هذه الظاهرة موجودة وهذا بحد ذاته تراجع في العلاقات الاسرية والاجتماعية .
كنا نتمنى ان تكون حقبة ما بعد الكورونا اكثر انسانية وعدلا وانصافا وانحيازا لقضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية وخاصة فيما يتعلق بقضيتنا الفلسطينية ، ولكن يبدو بأن نيل المطالب لا يكون بالتمني بل هنالك مبادرات يجب ان تكون .
ما اخشاه ان تكون حقبة ما بعد الكورونا اكثر ظلما واضطهادا وعنصرية وكراهية واستبدادا وتباعدا بين الانسان واخيه الانسان .
ما اخشاه ان تكون حقبة ما بعد الكورونا اكثر عدوانية وعدائية وانحيازا وتنصلا من المسؤولية تجاه القضايا العدالة في عالمنا وفي مقدمتها قضية شعبنا الفلسطيني .
آمل ان اكون مخطئا والتغيير يحتاج الى اشخاص ولا ينزل الينا من السماء كالمطر فأي تغيير في مجتمعنا نحو الافضل يحتاج الى من يقوم بذلك واتمنى ان يكون عندنا الاشخاص اصحاب النيات الصادقة والايمان والعزيمة القوية لكي يقوموا بتغيير ما يمكن تغييره واصلاح ما يمكن اصلاحه .