+
أأ
-

د. حازم قشوع : ترامب وبوتين من جديد

{title}
بلكي الإخباري

د. حازم قشوع

من على معادلة "صنع الحرب لخارطة الحل" حقق الرئيس بوتين ما يصبوا إليه بتوسيع الجغرافيا السياسية الروسية عندما ضم إقليم دونباس بما بذلك دونيتسك زابوريجيا بعد سقوط "هولي بول" للاتحاد الروسي، كما ذهب مع الرئيس ترامب للاتفاق على تقسيم العالم ب "حدائقه الخلفية" وضمان مصالح روسيا القومية بأوروبا ومصالح أمريكا في أمريكا الجنوبية، وهو الأمر الذي سينطبق على خاصرة أوروبا في أوكرانيا كما في خاصرة أمريكا في فنزويلا كما على تايوان بذات الشأن، مع التأكيد على ضرورة وضع حد لفوضى اعترافات الدول التى بينتها اسرائيل اثر اعترافها بطريقه مريبه فى دولة ارض الصومال كونها أصغر بكثير من ان تفعل ذلك وتتعدى على القوى الجيواستراتيجية والقانون الدولي معا لكون ذلك يندرج في إطار اندلاع شرارة فوضى في المنظومة الدولية.

وهذا ما قد يؤدى لحالة تمرد بالعناوين الدولية كما بالتوجهات الأممية، وهو ما نقلته صحيفة لافروف فى بيانها للاتصال الذى جرى بين الرئيس بوتين والرئيس ترامب، وذلك قبل اللقاء الذى يجمع الرئيس ترامب بنتنياهو فى امريكا بزيارة غير رسمية ومع وصول زيلينسكي لأرضيه توافق فى مفاوضات فلوريدا ينتظر أن تؤدى لإعلان انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية فى يناير القادم مع بداية 2026 الذي ينتظر أن يحمل رزمة اعلان من التوافقات حول ما تم التفاهم عليه بين قطبي المعادلة الجيواستراتيجية.

ولعل خريطة تحديد مناطق النفوذ وخطوط التجارة الدولية بعد انتهاء الحرب هي ما يتحراها الجميع منذ إطلاق فحواها في الرياض إلى أن تم بيانها في المكالمة المرئية، الأمر الذي جعل الكثير من السياسيين يتساءلون عن ماهية الخارطة السياسية وما تحمله من عناوين مركزية كما ينتظرها متابعين كونها تحمل (خارطة الاستقرار الدولية) وهى الصورة التى أصر على بيانها الرئيس بوتين بالمكالمة الهاتفية، فلا حديث عن توافقات مرحلية مع نهاية الحرب أو توافقات آنية فلقد انتهت الحرب ولم تنتهي المعركة، وهذا ما جعل من روسيا والصين تصر بضرورة وجود أرضية عمل للاستقرار الدولي يتحدد فيها مناطق النفوذ و حدائقها الخلفية بشكل واضح ومبين على أن يتأتى ذلك عبر اتفاقيات أمنية.

والأمر ذاته يسقط على الشرق الأوسط والقرن الأفريقي الذي يشهد حركة لتقاسم النفوذ في البحر الأحمر بين تركيا المؤيده مصريا عسكريا، وهذا ما جعلهم القوة الجيوسياسية والتى راحت تتخذ من الصومال مقرا لها لبناء قاعدتها العسكرية، و إسرائيل التي قامت باتفاقات أمنية مع عبد الرحمن محمد زعيم أرض الصومال لإطلاق مطارها العسكري مع وجود قواعد عسكرية في جيبوتي للروس والصين، وهو ما يتم فى ظل التفاهات التي يتم الحديث حولها بين السعوديه والحوثي في الشمال اليمني.

وهذا ما يجعل من باب المندب منطقة ساخنة لا تقل حدية عن ما يحدث في المشرق العربي الذي يشهد فوضى نفوذ أصبحت بحاجة لبيان مع اقتراب انتهاء حرب النفوذ والتقسيمات الدائرة فى ظل تنامى الحديث حول استعداد اسرائيل لاشعال فتيل حرب في الخليج العربي مع إيران التي هددت رئيسها إذا ما اندلعت ستكون حربا شاملة، وهى الصورة التى تجعل من الجميع يتساءلون عن ماهية التوافقات التي تم التوافق حولها بين الرئيسين ترامب وبوتين بعد التوافق على إعلان الحرب ووضع أرضية عمل للاستقرار الدولي.

ان الاردن الذي يتطلع للمشاركة في خارطة الاستقرار الدولية عند وضع خطة الاستقرار الدولي وبرنامج عملها، فان الاردن سيبقى يسخر كامل امكانياته من اجل ضمانة السلم الإقليمي بالشرق الأوسط كونه يشكل رافعة للسلام الدولي وركيزة أساسية للأمن الدولي لما يحمل الشرق الاوسط من عناوين ومنطلقات جاءت للحضاره الانسانيه، فان الاردن سيبقى يؤكد ضرورة إنهاء عقدة النزاع المتأصلة فى المنطقة التى تشكل القضية الفلسطينية أحد أهم عناوينها البارزة عبر اعادة الجميع للغة الحوار والتفاوض من أجل تعميم منهجية السلام على مستقرات المنطقة بما ينعكس على أمن شعوبها في إطار منهجية "أنسنة المواطنة" التي يحرص المجتمع الدولي لارساءها