+
أأ
-

المهندس خالد المعايطة يكتب : رخصة التعدين بالعادة شاقة وبالغة والتعقيد كيف أصبحت بهذة السهولة والسذاجة

{title}
بلكي الإخباري

 

 

سبق لي شخصيا ان خضت تجربة طلب رخصة التعدين للرمل الزجاجي في منطقة الحميمة جنوب الأردن بالفترة ما بين ٢.١١ وحتى ٢.١٤.. وكانت التجربة الاسواء في حياتي.. رحلة استغرق سنوات .. كلفت اكثر من ٧٠ الف دينار.. فحوصات مخبرية طويلة.. دراسات.. دراسات جدوى اقتصادية وأثر بيئي طويلة.. عددكبير من اللجان.. مباحثات طويلة.. وعندما شعرت باليأس من عبثية التعقيدات وكثرة التعطيل واضاعة الوقت لجأت لمكتب جلالة الملك استدعاء مطول .. ويشهد الله ان مكتب الملك بتوجيه من الملك شخصيا تدخل واستجاب بشكل عاجل لطلبي وتدخل لمساعدتي كمستثمر لأنني في وقتها استطعت الحصول على عدد من الاستثمارات الدولية معي في هذا المشروع.. ومع ذلك تأخرت الإجراءات وعند حصولى على الرخصة بعد عذاب مرير بعد سنوات اكتشفت ان موافقة منطقة العقبة الاقتصادية وسلطة المصادر الطبيعية صدر على أرض ليست ملك الدولة بل ملك لبعض الاهالي.. أي أن جميع ما سبق من إجراءات كان باطلا .. وعندها توقفت واتجهت للتحكيم والتقاضي لانصافي من مهزلة لعبة الترخيص ومخاسرها.. ولم يتم لانصافي للأسف عن أي مبلغ دفعته لأسباب أخجل من ذكرها.

تذكرت تلك القصة واسترجعت تفاصيلها.. فقد كان معي مستثمرين كبار من أيرلندا والسعودية وفلسطين ولم انجح بالحصول على رخصة رمل زجاجي على قطعة مساحتها ٥٠٠ دونم فقط.. طبعا كان سعر طن السيلكا انذاك اقل من ١٠٠ دولار .

اليوم أرى شركة تحصل على موافقة على تعدين على  قطعة أرض مساحتها ٤٠ الف دونم.. وللنحاس إلذي يبلغ سعر الطن الواحد منه ١٠ آلاف دينار.. وبفترة قياسية مع ان معاملات الشركة لم تتجاوز بضعة شهور.. طبعا ولم تقدم شىء مما قدمته انا انذاك.

انا اعلم جيدا ان شروط التعدين معقدة جدا وتحتاج لشروط واختبارات ودراسات وتدقيق لجان يستغرق سنوات ولمواد لا ترتقي بأهميتها ال ١٪  من أهمية مادة النحاس التي تقدر قيمة احتياطياتها بعشرات المليارات من الدنانير.. واعلم ان الحكومات لم تسمح بالاقتراب من النحاس لعقود طويلة.

كيف وبقدرة قادر تغيرت كل المعايير والاجراءات والتسهيلات ليتم منح رخصة التنقيب والاستخراج والتسويق عن النحاس بهدة السهولة والسرعة والتسهيلات  وبشكل لم يسبق أن حدث ولشركة لا تملك اي ميزة عن أصغر شركة تنقب عن رمل الصويلح أو حجارة البناء في الأردن.

النحاس ثروة وطنية تقدر قيمته بالمليارات.. ولا تقل أهميته عن الفوسفات والبوتاس وغيرها من الثروات الوطنية الثمينة.

سؤال يحتاج لاجابة.. مقنعة بالعقل وليس بالصوت العالي والشوشرة.