+
أأ
-

سورية والأردن يبدآن مرحلة تنسيق جديدة لإدارة حوض اليرموك ومواجهة التحديات المائية

{title}
بلكي الإخباري

أكد معاون وزير الطاقة السوري لشؤون الموارد المائية المهندس أسامة أبو زيد أن سورية والأردن دخلا مرحلة جديدة من التنسيق الفني والمؤسسي المشترك، من خلال عقد سلسلة اجتماعات متخصصة ركزت على دراسة واقع حوض نهر اليرموك، وتقييم وضعه المائي الراهن في ظل التحديات المتزايدة الناتجة عن التغيرات المناخية والانخفاض الملحوظ في كميات المياه الواردة.

وأوضح أبو زيد، على هامش انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الاستشارية للسياسات واللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، أن الاجتماعات الثنائية المشتركة بين الجانبين السوري والأردني تناولت بحث إمكانية إعادة صياغة أو تطوير الاتفاقية الناظمة لإدارة حوض اليرموك، بما ينسجم مع المستجدات المناخية والواقع المائي الجديد الذي تشهده المنطقة.

وشدد في الوقت ذاته على أن اتفاقية المياه الحالية الموقعة بين البلدين ما تزال قائمة وسارية المفعول، وتحظى بالاحترام الكامل من الطرفين، مؤكدا الالتزام بها كإطار ناظم للعلاقة المائية المشتركة.

وأشار أبو زيد إلى أن من أبرز مخرجات المرحلة الراهنة تفعيل عمل اللجنة الفنية السورية – الأردنية المشتركة، مبينا أن وفدا فنيا سوريا زار الأردن واطلع ميدانيا على واقع سد الوحدة، في حين قام وفد من الفنيين والمتخصصين الأردنيين بزيارة سورية، في إطار تبادل الخبرات والاطلاع المباشر على أوضاع حوض اليرموك.

وأوضح أن اللجنة الفنية عقدت اجتماعها الأول في الأردن، بينما استضافت سورية الاجتماع الثاني، على أن تتولى اللجنة مهمة الوقوف سنويا على الواقع الفني للحوض، وإجراء تقييم دوري لكميات المياه الواردة، بما يساعد الجانبين على تحديد الحصص المائية لكل بلد بصورة أكثر دقة، خاصة في ظل سنوات الجفاف المتتالية والتغيرات المناخية التي تؤثر على المنطقة.

ولفت إلى وجود مشروع مشترك لإعادة دراسة حوض اليرموك من خلال جهات متخصصة من الجانب السوري ونظيرتها الأردنية، مؤكدا أن هناك توجها لدعم هذا المشروع عبر تمويل دولي وبالتعاون مع الجانب الأردني، بهدف تحسين إدارة الموارد المائية وتعزيز الوارد المائي للحوض.

وأكد أبو زيد حرص سورية على طمأنة الأشقاء في الأردن، مشددا على أن الموقف السوري يستند إلى مبدأ التوزيع العادل وتقاسم الضرر، وقال: "نحن في سورية لا نقبل أن نكون في حالة وفرة مائية في الوقت الذي يعاني فيه أشقاؤنا في الأردن من العطش، فالمياه مورد مشترك والتحديات التي نواجهها واحدة".

وبيّن أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا وثيقا وتبادلا منتظما للمعلومات والبيانات، إلى جانب تبادل الأفكار والمقترحات الفنية، بما يسهم في تطوير الواقع المائي لحوض اليرموك وضمان الاستفادة المثلى منه بما يخدم مصلحة البلدين.

وفيما يخص الاتفاقية القائمة بين سورية والأردن، أوضح أبو زيد أن الاتفاقية موجودة ومحترمة من الطرفين، مؤكدا أنه في حال دعت الحاجة إلى تطوير بعض بنودها بما يتوافق مع الواقع المستجد، فإن ذلك سيتم بالتوافق الكامل بين الجانبين وفي إطار التعاون المشترك.

وشدد أبو زيد في ختام حديثه على أن مستوى التنسيق القائم يعكس إرادة مشتركة لتعزيز الشراكة المائية السورية – الأردنية، والتعامل مع التحديات المناخية والمائية بروح من المسؤولية والتكامل.