+
أأ
-

فارس الحباشنة : وثيقة إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي 2025.. أمريكا أولًا، وسيناريوهات الحرب والسلم في العالم

{title}
بلكي الإخباري

نشر البيت الأبيض وثيقة إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي لعام 2025.

ويتضح من الوثيقة الأمريكية أن ترامب يعيد تشكيل خريطة النفوذ العالمي على مبدأ «القوة مقابل المصالح».

وتوضح الوثيقة رؤية أمريكا إلى العالم في السياسة والأمن والاقتصاد والتكنولوجيا، وتحمل توجهات الرئيس ترامب لأربعة أعوام مقبلة.

وتتركز الوثيقة على تطوير «نظرية مونرو» الإستراتيجية، والتي تقوم على إحكام السيطرة على المجال الحيوي لأمريكا، وخصوصًا أمريكا الجنوبية، والاعتبار أن وجود قوى استعمارية أوروبية في أمريكا الجنوبية كان يهدد الأمن القومي الأمريكي.

ومن هنا كانت نقطة البداية في الإستراتيجية الأمريكية نحو العالمية. وبينما ترامب، وبعد عودته الثانية إلى البيت الأبيض، يسعى إلى إعادة أمريكا من العالمية بعدما بلغت ذروتها في العولمة الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية إلى «أمريكا أولًا»، وكان أول من أطلقها هو مونرو عام 1823. في الوثيقة تتعامل أمريكا مع النصف الغربي من الكرة الأرضية لاعتباره الأكثر حساسية وسخونة، وهو الأقرب إلى المجال الحيوي الأمريكي، وما سيشهد تعبئة وتحشيدًا للموارد والسياسات.

وفي الوثيقة تركيز على مفهوم الأمن القومي الداخلي الأمريكي، وخصوصًا الهجرة غير الشرعية وحماية الحدود، وتعزيز الأمن الداخلي، والشبكات الجرمية العابرة للدول، وتنامي نفوذ دول في أمريكا اللاتينية منافسة لأمريكا، بما يشمل إعادة تطوير وإحياء نظرية «مونرو» ضمن أولويات إستراتيجية بما يتعلق في الأميركيتين الشمالية والجنوبية.

خصص في الوثيقة الأمنية الأمريكية للشرق الأوسط وصراعاته وحروبه «صفحتين».

في الوثيقة أن الشرق الأوسط ليس محور اهتمام إستراتيجي أمريكي. الثابت في الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط هو حماية أمن إسرائيل، وضمان حماية مصادر النفط والممرات البحرية.

وكما أن أمريكا لا تسعى إلى فرض نموذج سياسي واجتماعي على الأنظمة السياسية، كالديمقراطية وحقوق الإنسان وقيمها.

وما هو رئيسي في الوثيقة الأمريكية: تعزيز التعاون التجاري والأمن والمصالح العسكرية والإستراتيجية مع الدول.

بخصوص سورية، ترى الوثيقة أن الوضع في سورية غير مستقر، وأن تحقيق الاستقرار يحتاج إلى دعم أمريكي وإسرائيلي وتركي وبعض الدول العربية. وكما أن سورية ليست جغرافية إستراتيجية ضمن لعبة النفوذ الإقليمي والدولي كما كانت في أعوام الحرب الأهلية، وقبل سقوط نظام بشار الأسد.

وبالنسبة لإعادة الإعمار، فإن أمريكا ليست معنية ولم يتم التطرق إلى الموضوع. وكما أن أمريكا لا تسعى إلى فرض نموذج لنظام سياسي في سورية سواء ديمقراطي أو ديكتاتوري.

وعلى اعتبار أن العلاقة مع سورية وغيرها تقوم على معيارية «الواقعية المرنة»، ما يعني التركيز على المصالح الاقتصادية والإستراتيجية والتعاون الأمني. وليس هناك أي مخطط أمريكي إزاء مستقبل سورية في الإقليم. وإذا ما حدث أي تغيير فسيكون نتاجًا لمتغيرات إقليمية ودولية بدرجة أولى. ولم تحسم الوثيقة التجاذب التركي الإسرائيلي إزاء سورية، وما يزيد من تعقيد المشهد السوري، وخصوصًا أن الإدارة الأمريكية أعلنت عن تصنيف الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي.

ماذا قالت الوثيقة عن إيران؟

وصفت إيران بأنها قوة رئيسية مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. كما أن إيران بعد 7 أكتوبر ليست كما كانت سابقًا، وأن العملية العسكرية الأمريكية والإسرائيلية أسهمت في إلحاق أضرار كبرى بالقوة والمشروع النووي الإيراني. وكما يبدو أن صراعية إيران ودول الإقليم، وخصوصًا الخليج العربي، ستبقى قائمة، ولكن دون أي مشاريع لحروب. وهذا ما قد يقوض أي مخطط إسرائيلي لإنتاج حرب جديدة على إيران تحت غطاء أمريكي وإقليمي «سني».

وفي العلاقة الأمريكية/الروسية، بدا أن ثمة انفتاحًا على تأسيس صفحة جديدة، وانطلاقًا من حل سياسي ينهي حرب أوكرانيا ويراعي المصالح الإستراتيجية لروسيا على حساب أوروبا.

وخلافًا لوثائق إستراتيجية أمريكية، فقد جرى تغيير على النفوذ والوجود العسكري الأمريكي في الكرة الأرضية، وإعادة تدوير الاهتمام الإستراتيجي والعسكري نحو النصف الغربي من الكرة الأرضية.

وما يعني انخفاض الاهتمام الأمريكي في الشرق الأوسط، ومحدودية الوجود العسكري في أوروبا ودول الناتو، والتشدد في إستراتيجية توسيع الناتو، وما يؤدي حتمًا إلى إحباط الحلم الأوكراني بالانضمام إلى الناتو. وجاء في الوثيقة كلام قاسٍ إزاء أوروبا، وما تواجه من تهديد بطمس هويتها الحضارية، وتحديات أزمة الهجرة إلى أوروبا. ودعت الوثيقة إلى تعزيز دعم أحزاب اليمين والقوميين في الدول الأوروبية.

وماذا قالت الوثيقة عن الصين؟

الصين ورد ذكرها أكثر من 23 مرة. وعلى عكس إستراتيجية ووثيقة بايدن عام 2022 والتي اعتبرت الصين عدوًا أيديولوجيًا ووجوديًا، فإن وثيقة 2025 تنظر إلى الصين كمنافس تجاري واقتصادي ينبغي احتواؤه.

وقلصت الوثيقة من حدة إستراتيجيات الصدام الساخن مع الصين، ولكنها حثت دول الطوق الصيني كاليابان وكوريا الجنوبية على إقامة تحالفات لمواجهة وردع الصين.

في الوثيقة أُدرج لفظ الجلالة «(God) الله» بشكل مكرر وعنوان صريح، وما يعبر عن التوجه السياسي والديني المحافظ لترامب.

وبحسب ما برز في الوثيقة، فإن الأنظار تتركز على فنزويلا، وما هو مصير خيار الحرب الأمريكي؟