المغرب يجذب استثمارات كبريات شركات إنتاج "الهيدروجين الأخضر" في العالم

انصبت المملكة المغربية، في السنوات الأخيرة، على تحفيز الاستثمار الأجنبي في عدد من القطاعات الإنتاجية، خاصة إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ من خلال إرساء استراتيجيات عديدة يطمح عبرها المغرب إلى إنتاج 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول سنة 2030.
في الصدد ذاته، أكدت شركة “شارت إندستريز” الأمريكية أنها منخرطة حاليا في مفاوضات تتعلق بدراسات ومشاريع الهيدروجين مع عدد من الدولة العربية، على رأسها المغرب والإمارات العربية المتحدة والسعودية، إضافة إلى كل من مصر وسلطنة عمان.
صلاح مهدي، المدير العالمي لقطاع الهيدروجين بالشركة سالفة الذكر وعضو مجلس الهيدروجين العالمي، قال، في حوار أجراه معه موقع “الطاقة”، إن “هذه الدول تتمتع بموقع استراتيجي مهم ومزايا كثيرة تمكنها من ريادة سوق الهيدروجين على المستوى الدولي”.
وحول مستقبل الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية، أكد المتحدث عينه أن “المنطقة في وضع جيد للظهور كلاعب رئيس ومؤثر في هذا القطاع المزدهر والدفع التحول نحو نظام طاقة أنظف وأكثر استدامة؛ بالنظر إلى وفرة الموارد الطبيعية الموجودة تحت تصرف دولها وقربها الاستراتيجي من أوروبا”.
دولة رائدة
أمين بنونة، خبير في الشأن الطاقي، قال إن “المملكة المغربية، وباعتراف دولي، صارت تعد اليوم من بين الدول الست الرائدة في مجال الهيدروجين الأخضر، والمغرب مستمر في إحراز تموقع أفضل في نطاق تثمين هذا الهيدروجين”، موضحا أنه في ظل الطموح ذاته “يعتزم المكتب الشريف للفوسفاط إنتاج ثلاثة ملايين من الأطنان من الأمونيا الأخضر في أفق 2030”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “المكتب، حاليا، يستورد مليوني طن من هذه المادة. كما يعتزم التحول نحو إنتاج الأسمدة الخضراء، وهذا يستلزم أولا إنتاج الهيدروجين الأخضر”، مبرزا أن “الهيدروجين الأخضر يعرف أيضا طلبا على المستوى الوطني على غرار الطلب العالمي”.
وتابع أن “الهيدروجين الأخضر لا يمثل إلا نسب قليلة من سوق الهيدروجين على المستوى الدولي. كما أن هناك توجها لتحويل كل الهيدروجين في العالم الذي يصل إلى حوالي 100 مليون طن إلى هيدروجين أخضر؛ ما يوفر فرصا للدول التي تتمتع بقدرات إنتاجية للطاقات المتجددة، على غرار المغرب والشيلي والبرازيل”.
وخلص بنونة إلى أن “الصناعات صارت تتجه نحو البدائل المتجددة على غرار الهيدروجين الأخضر؛ وهو ما دخل فيه المغرب أيضا من خلال تصنيع سيارة تشتغل بالهيدروجين، لكن المشكل يكمن في الكميات التي يتم إنتاجها من هذه المادة، وكلفتها المرتفعة جدا”، لافتا إلى أن “الاستمرار في إنتاج الهيدروجين سيساهم في التخفيف من كلفة إنتاجه”.
استثمار مهم ولكن..
من جهته، إدريس العيساوي، محلل اقتصادي، قال إن “الهيدروجين استثمار مهم جدا بالنسبة لعدد من الدول، التي صارت تنجذب إلى المغرب للاستفادة من مؤهلاته في هذا المجال. كما أن تطوير هذه المادة كوقود للتنقل مسألة محبذة، مع تسجيل بعض النقاط السلبية بهذا الخصوص”.
إحدى أهم هذه النقاط تكمن في أن “إنتاج الهيدروجين يخلف آثارا سلبية على المنظومة البيئية؛ ذلك أن استخراج هذه المادة يخلف في المقابل بقاء كميات من ثاني أوكسيد الكربون عالقة في الهواء”، أضاف المتحدث عينه؛ وبالتالي، فإن “المغرب ما دام أنه لم يدخل بعد في هذه السيرورة فعليه أن ينظر بروية في كيفية التعامل مع تكنولوجيا الهيدروجين مع الحفاظ على التوازنات البيئية”.
وخلص المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى ضرورة “استغلال الجوانب الإيجابية لهذه التكنولوجيا وتوظيفها بشكل جيد ومتحكم فيه، دون أن يكون ذلك على حساب البيئة التي باتت تعاني في السنوات الأخيرة من تحديات كثيرة”.
هسبريس

















