الكرك اليوم تودع استثمار اجنبي يمثل أخلاق دولة الصين والراسمالية التي تراعي البعد الاجتماعي للشعوب

امجد حباشنة - الكرك
قمت اليوم بصفتي الوظيفية بالمشاركة بتسليم المستحقات المالية لعمال شركة الجمل التي أعلنت إغلاق مصانعها في محافظة الكرك برفقة الاخوة إدارة الشركة وفريقهم القانوني.
الملاحظات المهمة التي شاهدتها اليوم تتعلق بالتعامل الأخلاقي مع الموظفين والنزعة الإنسانية التي شاهدتها بأم عيني حيث كانت الشركة لسنوات طويلة تدفع رواتب أكثر من ٥٠ موظف من ذوي الإعاقات الشديدة دون الزامهم بالدوام وهذا الأمر غير موجود في الشركات الأخرى.
الشركة أيضا قامت بدفع تعويضات غير واردة في قانون العمل الأردني والاستثمار حيث منحت كل موظف راتب شهر عن كل سنه خدمة وراتب شهر بدل إنذار رغم أنها كانت قادرة على الذهاب لخيار المادة ٣١ من قانون العمل ودفعت أيضا لذوي الاحتياجات الخاصة رغم ان ٩٠ ٪ منهم لم يعملوا في الشركة اطلاقا…
المدير العام المقيم في الخارج ارسل رسالة للإدارة اطلعت على فحواها مفادها :
لقد عملنا في هذه البلد لسنوات طويلة وحققنا أرباح واليوم علينا واجب إعطاء العمال حقوقهم حتى لو كان فيها زيادة عن المتطلبات القانونية….
رغم بؤس الواقع ويقيني ان الكثير من العاملين مدان للبنوك إلا أنني لمست بوضوح حجم الفرحة لدى الكثير منهم بالحصول على تعويض تعبهم وسنين عملهم.
ورغم أنني لم أمارس في حياتي مسألة المديح والتسحيج للمسؤلين إلا أنني أثمن موقف وزير العمل الذي وصل الليل بالنهار وزار محافظة الكرك أكثر من ٤ مرات لمتابعة الموضوع وانجازه ولمست بوجهه حجم الفرحة رغم انه كان قادر على التنصل من مسؤولياته دون أن يترتب عليه أي تداعيات كما قضايا الوطن التي يتم تمريرها وتميعها.
أيضا موقف آخر يثمن للنائبين أحمد القطاونه والدكتور سالم الضمور الذين وقفا وسط جموع العاملين واعلنوا انتصارهم لهم في السابق ودور الأخ والصديق فارس المعايطة أيضا في تنظيم كل ما حصل.
للزملاء الأعزاء في مديرية عمل الكرك التحية والتقدير وعلى رأسهم الزميل حمد الفتينات مدير عمل الكرك نعم نحن نقوم بواجبنا حتى وإن تجاوزت حدود العمل الرسمي وتأخرنا عن بيوتنا لساعات طويلة دون مقابل ولكن كل ذلك العناء لا يساوي فرحة إنسان فقد مصدر دخله ووجد من انتصر له
هكذا يكون الوطن عندما يتناغم فيه الجميع انتصارا للحق.
وأتمنى في النهاية ان يتم إيجاد حل موضوعي لذوي الاحتياجات الخاصة الذين فقدوا مصدر دخلهم والله والوطن من وراء القصد.

















