+
أأ
-

الأردن وفلسطين ضد استخدام مطار رامون لقاء الخصاونة واشتية.. دلالات ورسائل سياسية

{title}
بلكي الإخباري




كتب - ماجد الأمير





شكل لقاء رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مع نظيره الفلسطيني محمد اشتية مفصلا تاريخيا في وأد مخططات الاحتلال الصهيوني بجعل مطار رامون بديلا عن جسر الملك الحسين. لقاء الخصاونة واشتية امس لم يكن لقاء عاديا، بل جاء وسط جدل سياسي حول كيفية تعامل الاردن وفلسطين مع مخططات الاحتلال الاسرائيلي بالاستفراد بالشعب الفلسطيني من خلال تقديم تسهيلات وهمية لتنقل الفلسطينيين عبر مطار رامون الذي بناه الاحتلال قرب مدينة العقبة عند الحدود الاردنية الاسرائيلية.





الاحتلال الصهيوني استخدم منذ فترة سياسة التضييق على الفلسطينيين الذين يغادرون الضفة الغربية والقدس عبر جسر الملك الحسين لدرجة وصلت الى جعل السفر معاناة للفلسطيني من خلال الانتظار الطويل في الجانب الاسرائيلي، ثم زاد الاحتلال من مؤامراته بان اعلن انه سيقدم تسهيلات للفلسطينيين الذين يغادرون الى العالم عبر مطار رامون. بالأمس، كانت رسالة رئيس الوزراء الفلسطيني واضحة حينما قال «لا مطار رامون ولا أي مطار غيره سيكون بديلا عن عمقنا مع الأردن في المواصلات والتنقل، وإذا أراد الاحتلال التسهيل على حياة الناس فليفتح لنا مطار القدس الموجود والقائم». لا بل زاد اشتية في الرسائل السياسية بالقول «إن المشاريع التي من شأنها الإضرار بالمصالح الأردنية الفلسطينية المشتركة لن تجد لها شريكا فلسطينيا لا رسميا ولا شعبيا».





الرسالة السياسية المهمة في لقاء الخصاونة واشتية للاسرائيليين هي ان العلاقة الاردنية الفلسطينية علاقة تاريخية، وان مصيرهم ومستقبلهم واحد، ولا يوجد اي طرف في العالم قادر على تغيير التاريخ والمستقبل، وان الاردن وفلسطين سيعملان معا في مواجهة مشاريع الاحتلال الصهيوني الرامية للاضرار بمصير الشعب الفلسطيني او بالمصالح الاردنية او بالعلاقة المشتركة، وهو ما اكده الخصاونة واشتية اللذان صرحا بأننا «سنواجه هذه القضايا من منطلق حرصنا على تعزيز العلاقة والمصالح بين أهلنا على جانبي نهر الاردن»، مؤكدين أن «الإعاقة في الحركة والتجارة هي من الطرف الآخر بحجج متعددة».





الشعب الفلسطيني كان واضحا منذ البداية فيما يتعلق بمطار رامون، سواء من قبل قيادة السلطة التي اكدت رفضها للعرض الاسرائيلي لاستخدام مطار رامون من قبل الفلسطينيين للسفر الى دول العالم، او من قبل الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي ايضا رفض هذا العرض الوهمي الذي يهدف الى ربط الفلسطيني بالاحتلال، والفصل بين الشعبين الاردني والفلسطيني.





الرسالة السياسية الرابعة في لقاء الخصاونة واشتية هي ان قضية مطار رامون ليست مسألة تنقل او عبور، انما هي قضية سياسية تاتي في صلب الصراع العربي الاسرائيلي، لذلك فان مواجهة فكرة الاحتلال بتحويل المسار التاريخي للشعب الفلسطيني في استخدام جسر الملك الحسين للعبور الى العالم قضية نضالية، وفي صلب الكفاح الفلسطيني والعربي لافشال مخططات الاحتلال الصهيوني في الاستفراد بالشعب الفلسطيني.





الخصاونة الذي اطلع رئيس الوزراء الفلسطيني على الخطط والاجراءات التي تتخذها الحكومة الاردنية لتطوير وتوسعة معبر جسر الملك الحسين، اكد ان «أمامنا اليوم مجموعة من العروض الأولية من قبل عدد من الائتلافات التي تسعى الى تطوير المعبر، والتي تؤسس لفصل مسار الركاب عن مسار الشحن بحلول عام 2025 لغايات التسهيل على الأشقاء وتعزيز التبادل التجاري للبضائع بالاتجاهين».





كما أن الرسالة السياسية المهمة من لقاء الخصاونة واشتية، تتجسد في ان الاردن وفلسطين بخندق واحد، اذ اكد الخصاونة ان تدشين المحطة الكهربائية يعكس الالتزام الاردني المركزي في المساعدة ببناء قواعد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة والناجزة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران لعام،1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفي اطار حل الدولتين الذي تؤمن القيادة الاردنية ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني، والسواد الأعظم من المجتمع الدولي، بأنه الحل الوحيد للمعضلة والمعاناة التي تشهدها المنطقة.





فجلالة الملك عبدالله الثاني ينتصر دائما لفلسطين ويقف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الازمات، علاوة على متابعة جلالته الدائمة لاوضاع اهل القدس الشريف، اذ يحرص الملك على تعزيز صمودهم وثباتهم في مواجهة سياسات الاحتلال بتهويد المدينة المقدسة.





الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني دائم الاشتباك ضد السياسة الصهيونية، ويعمل بكل قوة مع المجتمع الدولي على إنهاء الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين، بل ان الملك يؤكد للعالم ان المنطقة لن تنعم بالسلام دون حل للقضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. السياسة الاردنية والفلسطينية موحدة في مواجهة مخططات حكومة الاحتلال بابتلاع الارض الفلسطينية من خلال المستوطنات وتهويد القدس، فالاردن وفلسطين يعملان على ابقاء مركزية القضية الفلسطينية واعادتها على سلم الاولويات العالمية، فالمرحلة القادمة قد تشهد تحركات اردنية وفلسطينية لمواجهة سياسات اسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وخاصة بناء المستوطنات وتهويد مدينة القدس.





كما يؤكد الاردن ان الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف خط احمر، وان الأردن مستمر في بذل كل الجهود للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم بالقدس، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.





بالنهاية اسرائيل دولة احتلال اغتصبت الارض وتقتل الشعب الفلسطيني، وشردتهم الى اصقاع الارض، وتنكل بالفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، وتعتقل الفلسطينيين، وتحاصر غزة، وتشن العدوان على اهل القطاع، وبالتالي لا يمكن للاحتلال العنصري ان يقدم اي تسهيلات للفلسطينيين الا اذا كانت جزءاً من مؤامرة على الشعب الفلسطيني، لذلك فإن قضية مطار رامون وفتحه للفلسطينيين لمغادرة فلسطين هي مؤامرة على القضية الفلسطينية للاستفراد بالشعب الفلسطيني من خلال ربطه بالاحتلال الصهيوني. ــ الراي